المحاسبي
الحارث بن أسد المحاسبي البصري كنيته أبو عبد الله. أحد الآوتاد والجامع بين علوم الظاهر والباطن. سمي المحاسبي لأنه كان يحاسب نفسه. و هو أستاُذ أكثرِ البغداديين؛ و هو من أَهل البصرة. مات ببغداد سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ورعه
أنه ورث عن أبيه سبعين ألف درهم، فلم يأخذ منها شيئا، أي لأن أباه كان قدرياً، فتركه ورعاً، لاختلاف العلماء في تفكيرهم، وقال: "صحت الرواية أنه لا يتوارث أهل ملتين شيئاً". ومات وهو محتاج إلى درهم. وروي أنه كان إذا مد يده إلي الطعام فيه شبهة تحرك إصبعه عرق، فكان يمتنع منه. وقال الجنيد: "مربي يوماً، فرأيت فيه أثر الجوع، فقلت: "يا عم، ندخل الدار وتتناول شيئاً"، فقال: "نعم" فدخلت الدار، وحملت إليه طعاماً، من عرس قوم؛ فأخذ لقمة وأدارها في فيه مراراً، ثم قام وألقاها في الدهليز وفر، فلما رأيته بعد أيام، قلن له في ذلك، فقال: "أني كنت جائعاً أن أسرك بأكلي وأحفظ قلبك، ولكن بينيوبين الله علامة: ألا يسوغني طعاما فيه شبهة، فلم يمكنني ابتلاعه، فمن أين كان ذلك الطعام". فقلت: "أنه حمل من دار قريب لي من العرس" ثم قلت له: "تدخل اليوم" فقال: "نعم" فقدمت اليه كسراً كانت لنا فأكل، وقال: "إذا قدمت إلي فقير شيئاً فقدم مثل هذا".
أقواله
- من أراد أن يذوق لذة طعم معاشرة أهل الجنة فليحصب الفقراء الصادقين
- المحبة ميلك إلي المحبوب بكليتك، ثم أيثار له علي نفسك وزوجك ومالك، ثم موافقتك له سراَ وجهراَ، ثم علمك بتقصيرك في حبه
- جوهر الإنسان الفضل وجوهر العقل التوفيق
- ترك الدنيا مع ذكرها صفة الزاهدين وتركها مع نسيانها صفة العارفين
- خيار هذه الأُمةِ الذين لا تشغُلهم آخِرتهم عن دنيا هم؛ و لا دنياهم عن آخِرتِهم
- من طبع على البدعة متي يشيع فيه الحق؟
- من صحح باطنه بالمراقبة والاخلاص ، زين الله ظاهره بالمجاهدة و اتباع السنة
أصحابه
- ابن مسروق
- أحمد بن القاسم
- جنيد البغدادي
- أحمد بن الحسن الصوفي
- إسماعيل بن إسحاق السراج
- أبو علي بن خيران الفقيه
مؤلفاته
- كتا ب الرعايةِ لحقوق الله
وورد أن الإمام أحمد أثنى على حال الحارث من وجه وحذر منه قال سعيد بن عمرو البرذعي شهدت أبا زرعة الرازي وسئل عن المحاسبي وكتبه فقال إياك وهذه الكتب هذه كتب بدع وضلالات عليك بالأثر تجد غنية هل بلغكم أن مالكا والثوري والأوزاعي صنفوا في الخطرات والوساوس ما أسرع الناس إلى البدع قال ابن الأعرابي تفقه الحارث وكتب الحديث وعرف مذاهب النساك وكان من العلم بموضع إلا أنه تكلم في مسألة اللفط ومسألة الإيمان وقيل هجره أحمد فاختفى مدة ومات سنة ثلاث وأربعين ومئتين