الشيخ إسماعيل باشا بن إبراهيم الحريري الرفاعي
يعد الشيخ إسماعيل باشا بن إبراهيم الحريري الرفاعي، من أهم وجهاء الحريرية على الاطلاق في القرن العشرين ، ومن أهم زعماء حوران خلال وبعد مرحلة الانتداب الفرنسي، فعندما دخل غورو بقواته واحتل مدينة دمشق بعد معركة ميسلون سنة 1920م ، أصدر أوامره إلى الشيخ إسماعيل الحريري - باعتباره أحد أهم وجهاء حوران - بالعمل على إمداد القوات الفرنسية الغازية برجال من قبيلته ومؤازرته في حملاته ضد الوطنيين .
فرفض الشيخ إسماعيل باشا الحريري ذلك ، وبادر إلى اجتياز حدود حوران ترافقه قوة مؤلفة من خمسين فارساً وأقام لاجئاً في الأردن، مما دفع بالفرنسيين للانتقام منه عن طريق مهاجمة منزله وتدميره، وفي هذه الأثناء شن الشيخ إسماعيل الحريري ومجموعته المجاهدة حملات متواصلة ضد القوات الفرنسية على الحدود السورية لمدة عامين، ولم يعد إلى موطنه حوران إلا بعد صدور عفو عام عنه وعن أولاده ( الشيخ محمد خير بيك بن إسماعيل الحريري الرفاعي ، و سالم الحريري) الذين كانوا قد حكموا بالإعدام. وعاد الثوار الحوارنة إلى بيوتهم من اللجاة ومن الأردن بعد أن حملت الطائرات المناشير بالعفو عنهم وألقتها على معاقلهم في الصفا واللجاة على الحدود مع الأردن.
ويتحدث " سلطان باشا الأطرش " في مذكراته عن مواقف الشيخ إسماعيل الحريري الوطنية بقوله:
وفد علينا ونحن في مخيم المزرعة الشيخ إسماعيل باشا بن إبراهيم الحريري الرفاعي شيخ مشايخ حوران المشهور باسم الشيخ اسماعيل الترك الحريري على رأس قوة من حوران مؤلفة من نحو مئة فارس ، وأعلن استعداده للانضمام للثورة بعد أن رفض الإذعان لـ شوفلير وكيل المندوب السامي الفرنسي بدمشق الذي كان يعمل على تسليح الإخوة الحوارنة ويحرضهم على محاربتنا.
وفي 4 أغسطس/ آب 1925 طلب وكيل المندوب السامي بدمشق المسيو شوفلير ، و صبحي بركات رئيس الحكومة السورية سابقاً زعماء حوران فحضر منهم الشيخ إسماعيل باشا الحريري من الشيخ مسكين ، و الشيخ زعل بيك بن شحادة الرفاعي من بصر الحرير ، و الشيخ احمد الرفاعيمن ام ولدمنصور الحلقي من جاسم، و عبد المجيد الفيصل من داعل ، و عقيل الياسين من بصر الحرير ، و أحمد الرفاعي من نصيب ، و عبد الرحمن الرفاعي من أم ولد ، و محمد الزعل من المسيفرة ، و [ ، و فاضل المحاميد من درعا ، وبعد أن التأم شمل المدعوين، تحدث ميسو شوفلير بالقول.
أنتم تعلمون ما لفرنسا عليكم من الأيادي البيضاء وأعمال البر التي لا تصدر إلا من الأم المشفقة، والآن تسعى لاستتباب الأمن بينكم ولذا قرر فخامة الجنرال "سراي" إعفاء حوران من دفع الضريبة، والنظر لاحتياجاتكم لدفع الثوار عن أراضيكم، مع أجازة حمل السلاح ونحن نقدم لكم ألفي بندقية لتحاربوا العدو المغتصب لبلادكم، "ويقصد ثوار الجبل"، وستعلن الحكومة المنتدبة استقلال حوران.
وما إن أنهى كلامه حتى ثار في وجهه الشيخ إسماعيل باشا الحريري قائلاً:
أما بخصوص المنحة الأولى فنحن نشكر السلطة الفرنسية، وأما بخصوص حمل السلاح لمحاربة "الدروز وثوار الجبل" فنحن قررنا عدم محاربتهم لأن لهم حق الجوار علينا والوطنية أيضاً، أما استقلال حوران فلا أوافق عليه لأن حوران هي جزء من سورية الكلية . وكانت صفعة مؤلمة ورائعة في وجه شوفلير.