الحملة الصليبية الأولى
| ||||||||||||||||||||||||||||||||
خطأ لوا في وحدة:Navbox على السطر 580: bad argument #1 to 'inArray' (table expected, got nil). | ||||||||||||||||||||||||||||||||
خطأ لوا في وحدة:Navbox على السطر 580: bad argument #1 to 'inArray' (table expected, got nil). | ||||||||||||||||||||||||||||||||
خطأ لوا في وحدة:Navbox على السطر 580: bad argument #1 to 'inArray' (table expected, got nil). |
الحملة الصليبية الأولى أطلقها البابا أوربان الثاني سنة 1095 لإعادة السيطرة المسيحية على المدينة المقدسة (القدس) وعموم الأرض المقدسة من يد المسلمين. وما بدأ كدعوة للمساعدة تحول بسرعة إلى هجرة جماعية وسيطرة وفتح لمناطق خارج أوروبا. وإرتحل العديد من الفرسان والأقنان بغير كثير من الإدارة المركزية عبر البر والبحر من مناطق غرب أوروبا بإتجاه القدس وسيطروا عليها عام 1099، مؤسسين مملكة القدس اللاتينة ودويلات صليبية أخرى. وبالرغم من أن تلك السيطرة دامت لأقل من قرنين، كانت الحملة الصليبية نقطة تحول رئيسية في توسع القوى الفربية، وكانت الحملة الصليبية الوحيدة - بعكس الحملات اللاحقة- التي حققت هدفها المعلن.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية تاريخية
أصول الحملات الصليبية بشكل عام، والحملة الصليبية الأولى بشكل خاص، نشأت من أحداث سابقة في العصور الوسطى. تفتت حكم أسرة كارولنجيون للإمبراطورية الرومانية المقدسة في القرون السابقة، بالإضافة إلى الثبات النسبي لحدود أوروبا بعد تنصر الفايكنج والمجريون، خلق طبقة كاملة من المحاربين الذين لم يعد لديهم عمل سوى قتال بعضهم البعض وإرعاب الاقنان الفقراء.
كانت من المنافس لهذا العنف الحملات ضد غير المسيحيين. الاسترداد في إسبانيا كان إحدى هذه المنافس، والتي شغلت الفرسان الإسبان وبعض المرتزقة من مناطق أخرى من أوروبا في الحرب ضد الموريين(؟)Moors. وفي وسط البحر المتوسط كان النورمانيون يقاتلون للسيطرة على صقلية، بينما كانت بيزا وجنوا وأراجون كلها تهاجم بنشاط التحصينات في مالوركا وسردينيا، محررة شواطيء إيطاليا وإسبانيا من الهجمات الإسلامية.
بسبب هذه الحروب المستمرة، فإن فكرة الحرب ضد المسلمين لم تكن غريبة كليّة لأمم أوروبا. فالمسلمون إحتلوا مركز الكون المسيحي، القدس، والتي كانت تعتبر مع المناطق المحيطة بها تركة ضخمّة، المكان الذي ولد فيه المسيح ومات. في 1074 قام البابا جريجوري السابع بدعوة milites Christi أي "فرسان المسيح" للتوجه لمساعدة الإمبراطورية البيزنطية في الشرق. فالبيزنطيون عانوا من هزائم شديدة على يد السلاجقة الأتراك في معركة مانزيكرت قبل ذلك بثلاث سنوات. هذه الدعوة بالرغم من أنها أهملت بشكل واسع، إذا ما أضيفت إلى العدد الكبير من الحجاج الذين توجهوا إلى الأرض المقدسة في القرن الحادي عشر، جذبت الإنتباه كثيرا إلى الشرق. وكان البابا أوربان الثاني هو أول من أخرج فكرة الحملة الصليبية لتحرير الأرض المقدسة إلى العلن وإلى العامة بكلماته الشهيرة: "Deus lo vult!" ("هذه إرادة الرب!")
الشرق في نهايات القرن الحادي عشر
كان جوار أوروبا الغربية المباشر جنوبا هو الإمبراطورية البيزنطية، والتي كانت مسيحية ولكنها كانت إتبعت نهجا أرثوذكسيا شرقيا مختلفا من زمن. وتحت حكم الإمبراطور الكسيوس الأول كومنينوس، كانت الإمبراطورية محصورة بين أوروبا والشواطئ الغربية للأناضول، وواجهت عداوة النورمان في الغرب والسلاجقة في الشرق. وبالإتجاه شرقا كانت الأناضول و سوريا وفلسطين ومصر كلها تحت الحكم الإسلامي، ولكنها كانت منقسمة سياسيا وإلى حد ما ثقافيا في زمن الحملة الصليبية الأولى، مما ساهم في نجاح تلك الحملة.
كانت كل من سوريا والأناضول تحت سيطرة السلاجقة السنة، والتي كانت إمبراطورية واحدة كبيرة، ولكن في تلك الفترة كانت منقسمة إلى دويلات أصغر. وكان ألب أرسلان قد هزم البيزنطيين في معركة ملاذكرد عام 1071 وضمّوا الكثير من الأناضول لمناطق السلاجقة، ولكن هذه الإمبراطورية إنقسمت بحرب أهلية بعد وفاة ملكشاه الأول سنة 1092. وفي دولة سلاجقة الروم في الأناضول، خلف قلج أرسلان ملكشاه، وفي سوريا خلفه تتش بن ألب أرسلان الذي توفي عام 1095. فورث أبناء تتش رضوان ودقاق حلب ودمشق على الترتيب، مقسمين سوريا إلى إمارات يعادي بعضها بعضا، كما تعادي كربغا أتابيك الموصل. وكانت هذه الدويلات أكثر إهتماما في الحفاظ على مناطقها وكسب مناطق جديدة من جيرانها أكثر من إهتمامها بالتعاون ضد الحملة الصليبية.
وفي مكان آخر تحت السيطرة الإسمية للسلاجقة كان الأرتقيون في شمال شرق سوريا وشمال بلاد ما بين النهرين. سيطروا على القدس حتى عام 1098. وفي شرق الاناضول وشمال سوريا كان هناك دولة أسسها الدنشمنديون، مرتزقة سلاجقة؛ لم يكن للصليبيين إتصال يذكر مع أي من المجموعتين إلى ما بعد الحملة. كما أصبح الحشاشون ذوي دور مهم في شؤون سوريا.
كانت مصر وأجزاء كبيرة من فلسطين تحت سيطرة الفاطميون الشيعة، الذين تقلصت مساحة دولتهم بشكل ملحوظ منذ وصول السلاجقة؛ نصح ألكسيوس الأول الصليبين بأن يتعاونوا مع الفاطميين ضد عدوهم المشترك متمثلا بالسلاجقة. أما الفاطميين، يحكمهم في ذلك الوقت الخليفة المستعلي (مع أن السلطة الحقيقية كانت بيد الوزيد الأفضل شاهنشاه)، خسرت القدس لمصلحة السلاجقة عام 1076، ولكن عادوا ليسطروا عليها من الأرتقيين عام 1098 حين كانت القوات الصليبية تتحرك. لم يعتبر الفاطميون في البدء الحملة الصليبية خطرا يهددهم، مفترضين أنهم أرسلوا من قبل البيزنطيين وأنهم سينشغلون بالسيطرة على سوريا، وأنهم لن يصلوا فلسطين؛ فلم يرسلوا أي جيوش لوقف الصليبيين حتى وصل الصليبييون فعلا إلى القدس.
جيوش الحملة
الجيش الأول
كان الجيش الأول بقيادة الفرنسي گدفري من بويون، وكان بصحبته أخوه الأمير بلدوين[2]، كما التحق بجيشه عدة أمراء آخرين معظمهم من فرنسا، وقد أعطت كثرة الأمراء في هذا الجيش صبغة خاصة من الأهمية له[3]، وكانوا في المعظم من منطقة اللورين شمال فرنسا، وكان في هذا الجيش أيضًا بعض الألمان.[4]
والأمير گدفري وإن كان فرنسيًّا إلا أنه كان يدين بالولاء للإمبراطور الألماني القوي هنري الرابع، ولم يكن يدين بالولاء للملك الفرنسي الضعيف آنذاك فيليب الأول[5]، وكان جودفري بوايون يحرص على أن يكون قائدًا عامًّا لكل الحملة الصليبية، يؤيده في ذلك كثرة الأمراء في جيشه خاصة.
الجيش الثاني
أما الجيش الثاني فكان جيشًا مهمًّا أيضًا؛ إذ كان على رأسه الأمير ريمون الرابع كونت تولوز والبروفنسال، وهو الجيش القادم من جنوب فرنسا، وكان هذا الجيش يكتسب أهمية خاصة لكون الأمير ريمون يعتبر نفسه -كما كان جودفري بوايون- أهمَّ قواد الحملة الصليبية. وكان الأمير ريمون أكبر الأمراء سنًّا، كما أنه كان من أوائل الذين استجابوا لدعوة البابا أوربان الثاني، بل إنه صاحبه في أكثر من مؤتمر لجمع المحاربين، وهو الذي قبل ذلك شارك في حرب المسلمين في بلاد الأندلس، وكان صاحب صبغة دينية واضحة، وكان مقربًا من البابا حتى إن البابا جعلَ في جيشه هو دون غيره ممثلَ الكنيسة أديمار أسقف لوبوي[6]، وفوق كل ذلك فإن جيشه كان أكبر الجيوش الصليبية؛ كل هذه المقومات جعلت الأمير ريمون الرابع يطمع في أن تكون إمارة الجيوش العامة معه هو، وليس مع غيره.[7]
الجيش الثالث
وأما الجيش الثالث فكان بقيادة الأمير روبرت، دوق الذي كان يصطحب معه زوج أخته ستيفن، كونت بلوا، وكان هذا الجيش من غرب فرنسا في الأساس، إضافةً إلى جيش نورماندي مع الكثير من الفرسان الإنجليز.[8]
الجيش الرابع
وكان الجيش الرابع فرنسيًّا أيضًا، ولكنه كان جيشًا صغيرًا، ويبدو أنه كان تمثيلاً شرفيًّا لملك فرنسا فيليب الأول، حيث كان على قيادة الجيش شقيق الملك شخصيًّا، واسمه هيو، وكان كونت قرماندو.[9]
الجيش الخامس
أما الجيش الخامس والأخير فكان جيشًا خطيرًا ومهمًّا، وهو الجيش الإيطالي القادم من جنوب إيطاليا، والمكوَّن من المقاتلين النورمان الأشداء، وكان على قيادته الأمير الطموح بوهيموند ابن روبرت جويسكارد[10]، وكان هذا الأمير يطمح -كما كان جودفري بوايون وريمون الرابع يطمحان- إلى قيادة الجيوش مجتمعة، وكان يؤيِّده في ذلك أن جيشه هو أقوى الجيوش تنظيمًا، وأكفأهم عسكريًّا، وأشدهم قتالاً[11]. ثم إنه ابن روبرت جويسكارد، وكان من أقوى أمراء أوربا مطلقًا، وهو الذي استطاع إخضاع البلقان لسيطرته بعد أن هزم الدولة البيزنطية ذاتها[12]، كما أن لبوهيموند خبرة سابقة في حصار أنطاكية سنة 1081م، ومواجهة الدولة البيزنطية هناك. وكان بصحبة بوهيموند ابن أخته الأمير تانكرد، وهو من الأمراء الأشداء الطموحين أيضًا، كما اصطحب أيضًا عددًا من الأمراء النورمان الأكفاء.[13]
وكان النورمان انتزعو جزر مالطة وصقلية وسردينيا وكورسيكا وجنوب ايطاليا من حكم الأغالبة والمسلمين .. ومن هنا الأمثال الشعبية " بتدن في مالطة " و " جاي بعد خراب مالطة " ... غير انهم هاجمو سواحل تونس الفاطمية وما حولها ...
وهكذا نجد أن الجيوش الصليبية لم تجمعها قيادة موحَّدة، بل كان القواد من البداية يتصارعون على القيادة العامة، كما أن كل واحد منهم كانت أحلامه الخاصة تراوده في التوسع والتملك.
التتابع الزمني لأحداث الحملة
إنعقاد مجمع كليرمون
في مارس 1095 أرسل ألكسيوس الأول مرسليه إلى مجمع پياچنزا ليطلب من أوربان المساعدة ضد الأتراك. تلقى البابا أوربان طلب الإمبراطور بكثير من الحفاوة، فكان يتمنى بأن يلتأم الشرخ بين الكنيستين الذي كان عمره 40 عاما، وأراد إعادة توحيد الكنيسة تحت السلطة البابوية كرئيس أساقفة العالم، وذلك بمساعدة الكنائس الشرقية لدى إستصراخها.
وفي مجمع كليرمون، الذي عقد في وسط فرنسا في نوفمبر 1095، ألقى أوربان خطبة مليئة بالعواطف لحشد كبير من النبلاء ورجا الدين الفرنسيين. فدعى الحضور إلى إنتزاع السيطرة على القدس من يد المسلمين. وقال إن فرنسا قد إكتظت بالبشر، وأن أرض كنعان تفيض حليبا وعسلا. وتحدث حول مشاكل العنف لدى النبلاء وأن الحل هو تحويل السيوف لخدمة الرب: "دعوا اللصوص يصبحون فرسانا." وتحدث عن العطايا في الأرض كما في السماء، بينما كان محو الخطايا مقدما لكل من قد يموت أثناء محاولة السيطرة. هاجت الحشود وهاجت بحماس قائلة:"Deus lo vult!" ("هي إرادة الرب!").
خطبة أوربان هي واحدة من أهم الخطب في تاريخ أوروبا. وهناك العديد من نسخ الخطبة المختلفة، ولكن جميعا كتبت بعد السيطرة على القدس، ومن الصعب معرفة ما قيل فعلا وما تم إضافته بعد الاحداث ونجاج الحملة. ولكن من المؤكد أن ردة الفعل على الخطاب كان أكبر من المتوقع. ولبقية سنة 1095 ولعام 1096، نشر أوربان الرسالة في أنحاء فرنسا، وحث أساقفته وكهنته بأن يعظوا في أسقفياتهم في بقية مناطق فرنسا وألمانيا وإيطاليا أيضا. حاول اوربان منع أشخاص معينين (من ضمنهم النساء والرهبان والمرضى) من الإنضمام للحملة، ولكنه وجد ذلك شبه مستحيل. وفي النهاية كان السواد الأعضم من هؤلاء الذين إنضموا للحملة الصليبية من غير الفرسان، ولكن أقنان لم يكونوا اثرياء ولديهم قليل من المهارة في أساليب القتال، ولكن المعتقدات بأهمية أحداث الألفية والنبوءة وجدت منفذا أخرجت هؤلاء من إضطهاد حياتهم اليومية، في حميم من المشاعر الجديدة والتقوى الذاتية لم يكن من السهل السيطرة عليها من قبل الأرستقراطية والأرستقراطية الدينية .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حملة الفقراء
- مقالة مفصلة: حملة الفقراء الصليبية
تحرك الحملة
كان أول الجيوش الصليبية تحركًا ووصولاً إلى الدولة البيزنطية هو الجيش الرابع الصغير، ولكنه كان تعيس المصير؛ إذ سلك الطريق البحري، وأصابته عاصفة شديدة بالقرب من سواحل الإمبراطورية البيزنطية، فهلك الكثير منه، وأنقذت فرقة من البحرية البيزنطية بقية الجيش[15]، وقابل الأمير هيو الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنين، ولم يكن عجيبًا في مثل هذه الظروف أن يُقسِم الأمير يمين الولاء والتبعية للإمبراطور البيزنطي[16]، كما أقسم على أنه سيبذل كل جهده لتحرير البلاد التي أخذها المسلمون من سلطان الدولة البيزنطية.
ولم يكن هذا الجيش -كما هو واضح- مؤثرًا بشكل من الأشكال في خط سير الأحداث.
أما الجيش الذي وصل بعد ذلك فكان الجيش الأول، وهو جيش جودفري بوايون، ونحتاج إلى وقفة مهمة مع هذا الجيش.
لقد سلك هذا الجيش الطريق البريّ الذي سلكه قبل ذلك بطرس الناسك ووالتر المفلس وبقية الحملات الشعبية[17]، وبالتالي فسيمر على المجر وغيرها من المناطق التي تحمل ذكريات مؤلمة للأوربيين الغربيين، وقد تصطدم هذه الجيوش مع ملك المجر القوي كولومان؛ مما قد يعطِّل مسيرتها ويبدِّد قوتها؛ لذلك قرَّر جودفري بوايون في ذكاء شديد أن يعقد اجتماعًا مهمًّا مع ملك المجر على الحدود الألمانية المجرية وقبل أن يدخل الأراضي المجرية؛ ليعقد معاهدة مع هذا الملك يضمن فيها عدم المساس بأية ممتلكات، وعدم إيقاع الضرر بأي إنسان مجريٍّ، ولكي يطمئن ملك المجر إلى وفاء الأمير جودفري فإنه قرر أن يترك أخاه الأمير بلدوين رهينة عند ملك المجر لحين عبور الجيش الصليبي، كما أصدر جودفري الأوامر المشددة لجيشه بعدم القيام بأي عمليات سلب أو نهب في المنطقة.
وهكذا عبر الجيش الصليبي الأول مملكة المجر بأمان، ثم عندما دخل إلى الأراضي البيزنطية قابل وفدًا للإمبراطور البيزنطي، وذلك فيما بين بلجراد ونيش، وتعهد لهذا الوفد أيضًا بعدم المساس بأية ممتلكات بيزنطية، وفي المقابل تعهدت الإمبراطورية البيزنطية بتقديم كل ما يلزم الجيش الكبير من تموين ومساعدات حتى وصولهم إلى أرض المسلمين.[18]
ثم أكمل الجيش الصليبي طريقه حتى وصل إلى شاطئ بحر مرمرة عند مدينة سليمبريا البيزنطية، وذلك في (489هـ) منتصف ديسمبر 1096م، وهناك فَقَد جودفري بوايون السيطرة على جيشه الذي لم يستطع أن يتمالك نفسه أمام ثراء المدينة، فقام الجنود بسلب المدينة ونهبها.[19]
وكانت هذه الحادثة علامة إنذار واضحة للإمبراطور البيزنطي تخيفه من هذه الجنود التي أتت من غرب أوربا، ووقف الإمبراطور البيزنطي يحلِّل الموقف بدقة.
إنه لم يأت بهؤلاء الجنود إلى هذا المكان، ولم يستنجد بالبابا إلا ليدفع خطر المسلمين، ويعيد امتلاك ما أخذ منه على مدار السنوات القادمة، وعلى هذا فالذي كان في حساباته أن هذه الجيوش ستكون كالجنود المرتزقة الذين تعوَّدت الإمبراطورية البيزنطية على استيرادهم قبل ذلك، فهم سيقومون بمهمة ثم يأخذون أجرهم، وينتهي بذلك دورهم.
أما ما رآه الإمبراطور البيزنطي من آثار الحملات الصليبية السابقة، ومن جيش جودفري بوايون الآن فشيء يدعو إلى القلق العميق؛ لأن هذه الجموع التي جاءت بنسائها وأولادها جاءت لتستقر، كما أنها لا تحسب حسابًا للدولة البيزنطية العظمى. ثم إن الجيوش الصليبية النظامية كبيرة وقوية، وهذا الجيش الأول بقيادة جودفري جيش محترف، وله بأس وقوة، فكيف إذا اجتمعت الجيوش الصليبية كلها.
ثم إن الإمبراطور البيزنطي استرجع بذاكرته قصة المغامر النورماندي رسل دي باليل الذي كان من الجنود المرتزقة المأجورة مع فرقته الإيطالية لدى الإمبراطورية البيزنطية، ثم ما لبث أن أعلن عصيانه سنة (465هـ) 1073م على الدولة البيزنطية وحاربها وأنزل بها ضررًا بالغًا، ولم تنته قصته إلا بفَقْد عدد مهم من المدن البيزنطية أخذها السلاجقة المسلمون بعد الاتفاق مع الإمبراطور البيزنطي على التخلص من رسل باليل في مقابل أخذ ما يسيطرون عليه من المدن، وإذا كان رسل باليل قد أحدث كل هذا الضرر بثلاثة آلاف مرتزقة كانوا معه، فكيف سيكون الحال مع جيش كجيش جودفري، أو المصيبة الكبرى لو اجتمعت الجيوش الصليبية كلها على أمر واحد.[20]
لذلك قرر الإمبراطور المحنك ألكسيوس كومنين أن يتعامل بالحزم من أول الأمر مع جودفري، كما حرص كل الحرص على إنهاء مشكلته قبل أن يأتي جيش صليبي آخر فتزداد المشكلة تعقيدًا.
الهجوم على اليهود في رينلاند
قام المشتركين في هذه الحملة بأسوأ الاعمال طوال طريقهم البري من قتل لليهود باعتبارهم المسؤلين عن صلب يسوع كما تدعي الكنيسه ومؤلفي الاناجبل الذين وضعوا عبارة ان دم يسوع عليهم وعلى ابناءهم فكانوا مجموعات من المجرمين السفاحين حيث قاموا بسلب اليهود لاموالهم ومواشيهم والاغذية منهم ثم قتلهم لان البابا لم يوفر لهم الامدادات وافتى لهم باستحلال دم اليهود وأموالهم.
حملة الأمراء
حصار نيقية
معركة ضورليم
حصار أنطاكية
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
استمرار المسيرة للقدس
حصار القدس
كانت بيت المقدس في ذلك الوقت خاضعة للدولة الفاطمية، وكان عليها افتخار الدولة مع حامية المدينة، فاتخذ مجموعة من الخطوات لتعزيز صمودها في وجه الصليبيين، فسمم الآبار وقطع موارد المياه، وطرد جميع من في المدينة من المسيحيين لشعوره بخطورة وجودهم أثناء الهجوم الصليبي، وتعاطفهم معهم، وقوَّى استحكامات المدينة.[21]
كانت قوات الصليبيين التي تحاصر المدينة المقدسة تقدر بأربعين ألفًا، وظلت ما يقرب نحو خمسة أيام قبل أن تشن هجومها المرتقب على أسوار المدينة الحصينة، وكان الجند في غاية الشوق والحماسة لإسقاط المدينة، فشنوا هجومًا كاسحًا في يوم الإثنين الموافق 12 يوليو 1099 انهارت على أثره التحصينات الخارجية لأسوار المدينة الشمالية، لكنَّ ثبات رجال الحامية الفاطمية وشجاعتهم أفشل الهجوم الضاري، وقتل الحماس المشتعل في نفوس الصليبيين، فتراجعت القوات الصليبية بعد ساعات من القتال.
كان موقف الصليبين سيئاً، إذ كانوا يعانون العطش وقلة المؤن، ولكن وصول سفن حربية من جنوه إلى يافا قدمت المساعدة للصليبيين بالمؤن والإمدادات والأسلحة والمواد اللازمة لصناعة آلات وأبراج الحصار، رفعت من معنويات الصليبيين، وقوت عزائمهم وثبتت قلوبهم، وطمعوا في النصر، هذا في الوقت الذي كانت تغيب فيه عن ساحة الدعم أي إمكانية لتقديم مساعدة من جانب الحكام المسلمين، الذين تركوا المدينة تواجه مع تلك الحامية الصغيرة قدرها المحتوم، وإن أرسلت بعض الإمدادات والقوات، فإنها وصلت بعد فوات الأوان وسقوط المدينة.
اقتحام المدينة
تأهَّب الصليبيون لمهاجمةَّ أسوار المدينة بعد أن نجحوا في صناعة أبراج خشبية ومعها آلات دك الأسوار، وعجّل من الإسراع بالهجوم ما وصل إلى الصليبيين من أن الوزير الفاطمي الأفضل الجمالي في طريقه من مصر على رأس جيش ضخم لإنقاذ مدينة بيت المقدس. اختار الصليبيون أضعف الأماكن دفاعًا عن المدينة لمهاجمتها بأبراجهم الجديدة، ولم يكن هناك أضعف من الجزء الشرقي المحصور بين جبل صهيون إلى القطاع الشرقي من السور الشمالي، وكان منخفضًا يسهل ارتقاؤه، وحرك الصليبيون أبراجهم إلى السور الشمالي للمدينة.
وفي مساء الأربعاء13 يوليو 1099 شن الصليبيون هجوما حاسماً، ونجح افتخار الدولة في حرق البرج الذي اقترب من السور الواقع عند باب صهيون، ولم يملك الصليبيون إزاء هذا الدفاع المستميت والخسائر التي منيوا بها سوى الانسحاب بعد يوم من القتال الشديد.
لكن هذا الفشل لم يثن الصليبيين عن محاولات اقتحام المدينة، والاستيلاء عليها مهما كان الثمن، فشنوا هجومًا ضاريًا فجر يوم الجمعة الموافق 15 يوليو 1099، واستمر القتال متكافئاً حتى تمكن البرج المتبقي لهم من الالتصاق بالسور، وإنزال الجسر المتحرك الذي يصل بين قمة البرج وأعلى السور، فعبر خلاله الجنود واستولوا على جزء من السور الشمالي للمدينة، ونجح عدد كبير من المهاجمين في الاندفاع إلى داخلها، وولت الحامية الفاطمية الأدبار نحو الحرم الشريف، حيث توجد قبة الصخرة والمسجد الأقصى، واحتموا بهما، وبذلك سقطت المدينة في أيدي الصليبيين بعد حصار دام أكثر من أربعين يوماً.
المذبحة
بعد أن دخل الصليبيون المدينة المقدسة، تملَّكتهم روح البطش والرغبة في سفك دماء العزَّل الأبرياء، فانطلقوا في شوارع المدينة وإلى المنازل والمساجد يذبحون كل من صادفهم من الرجال والنساء والأطفال، واستمر ذلك طيلة اليوم الذي دخلوا فيه المدينة. وفي صباح اليوم التالي، استكمل الصليبيون مذابحهم، فقتلوا المسلمين الذين احتموا بحرم المسجد الأقصى، وكان أحد قادة الحملة قد أمَّنهم على حياتهم، فلم يراعوا عهده معهم، فذبحوهم وكانوا سبعين ألفًا، منهم جماعة كبيرة من أئمة المسلمين وعلمائهم وعبَّادهم وزهّادهم ممن فارقوا أوطانهم وأقاموا في هذا الموضع الشريف.
ويعترف مؤرخو الحملات الصليبية ببشاعة السلوك البربري الذي أقدم عليه الصليبيون، فذكر مؤرخ صليـبي ممن شهد هذه المذابح وهو ريموند صنجيل، أنه عندما توجه لزيارة ساحة المعبد غداة تلك المذبحة، لم يستطع أن يشق طريقه وسط أشلاء القتلى إلا بصعوبة بالغة، وأن دماء القتلى بلغت ركبتيه، وإلى مثل هذا القول أشار وليم الصوري، وهو الآخر من مؤرخي الحروب الصليبية. وكتبوا إلى البابا يفتخرون بما فعلوا دون وازع من خلق أو رادع من دين، فما لامهم ولا استنكر فعلتهم! ودمروا ما شاء لهم أن يدمروا ، ونهبوا الكثير، كما نهبوا بعض المعادن النفيسة التي كانت على المقدسات، ولا سيما قبة الصخرة.
تأسيس مملكة بيت المقدس
تأسست مملكة بيت المقدس بعد إستيلاء الصليبيين على القدس بعدما حصاروها لمدة 38 يوما استطاعوا دخول المدينة في 15 يوليو 1099 وقتل أغلب من فيها وأصبح جودفري أول ملك على مدينة القدس والقرى الملحقة بها وبذلك تأسست مملكة بيت المقدس.
توفي جودفري بعد عام واحد من حكمه فخلفه أخوه بلدوين الأول سنة 1100م، إلا انه لم يتوج رسميا الا في عام 1101م، وكان كونتا للرها فقدم للقدس واطلق على نفسة ملك القدس استطاع بلدوين الأول توسعة رقعة المملكة بإستيلائه على أرسوف وقيسارية سنة 1101م، وعكا في 1104م، وصيدا في 1111م، وساعد في تكوين كونتية طرابلس وجعلها ملحقة بمملكة بيت المقدس. بعد وفاته في 1118م، خلفه بلدوين الثاني وحكم إلى عام 1131م.
معركة عسقلان
وقعت معركة عسقلان في 12 أغسطس 1099 بعد حصار القدس، وعادة ما تعتبر آخر معارك الحملة الصليبية الأول. انهزمت الجيوش الصليبية تحت قيادة گودفري من بويون بعد تفوق جيوش الفاطميين عليهم. إلا أن الصليبيين نجحوا في الحفاظ على القدس.
حملة 1101
الحملة الصلبية 1101 هي حملة صغرى من ثلاث تحركات منفصلة في عام 1100 و1101 نُظمت على أثر نجاح الحملة الصليبية الأولى، وسُميت بحملة القلوب الضعيفة لعدد المشاركيين فيها بعد العودة من الحملة الصليبية الأولى، الحملة الصليبية في عام 1101 ارتفعت نتيجة تصدي الاتراك السلاجقة للحملات وهزيمة الصليبيين هزائم حاسمة في ثلاث معارك.
الحملة الصليبية الأولى الناجحة روجت للتعزيزات من قبل مملكة اورشليم المؤسسة حديثاً ومن بوب باشال الثاني خليفة بوب اورفان الثاني (الذي مات ولم يعرف بنتيجة الحملة الصليبية التي دعا لها)، دعا باشال الثاني لحملة جديدة، بالذات الأشخاص الذين كانوا نذروا أنفسهم للحملة الصليبية ولم يغادروا أو الذين عادوا ادراجهم، والذين تم احتقارهم عند عودتهم لأوطانهم للضغط عليهم ليعودوا إلى الحملات الصليبية أو الفقراء الذين يريدون أن يذهبوا إلى الأرض المقدسة.
النتائج
نتيجة للجرائم التي ارتكبت في الحملة الصليبية الأولى فقد رأي قادة الحملة الثانية أن تكون بحرية. وأسفرت الحملة الأولى عن احتلال القدس عام 1099 وقيام مملكة القدس اللاتينية بالاضافة إلى عدّة مناطق حكم صليبية أخرى، مثل الرها (اديسا) وامارة أنطاكية وطرابلس بالشام .
ولعبت الخلافات بين حكام المسلمين المحليين دورا كبيرا في الهزيمة التي تعرضوا لها ، كالخلافات بين الفاطميين بالقاهرة، والسلاجقة الأتراك بنيقية بالأناضول وقتها. وباءت المحاولات لطرد الصليبيين بالفشل كمحاولة الوزير الافضل الفاطمي الذي وصل عسقلان ولكنه فر بعدها امام الجحافل الصليبية التي استكملت السيطرة على بعض البلاد الشامية والفلسطينية بعدها.
الأعقاب
عاد معظم الصليبيين إلى أوربا بعد الاستيلاء على بيت المقدس، فنقص بذلك عدد الرجال الذين تعتمد عليهم الحكومة المزعزعة الأركان نقصاً يعرضها للخطر الشديد. ووفد على البلاد كثيرون من الحجاج ولكن قلما بقي فيها عدد منهم للقتال. وكان الروم في الشمال يترقبون فرصة تتاح لهم لاستعادة أنطاكية والرها وغيرهما من المدن التي كانوا يدعون أنها مدن بيزنطية؛ وأخذ المسلمون في الشرق ينشطون ويضمون صفوفهم بتأثير النداءات الإسلامية والغارات المسيحية. وكان اللاجئون المسلمون الفارون من فلسطين يقصون عليهم الحوادث المفصلة المحزنة التي أعقبت سقوط المدينة في أيدي المسيحيين. واقتحمت هذه الجموع مسجد بغداد العظيم وأهابت بالجيوش الإسلامية أن تحرر بيت المقدس وقبة الصخرة المقدسة من أيدي الكفرة النجسة(26). وكان الخليفة عاجزاً لا يستطيع تلبية النداء، ولكن عماد الدين زنكي أمير الموصل الذي ولد عبداً رقيقاً لبى الدعوة، وزحف جيشه الحسن القيادة في عام 1144 وانتزع من المسيحيين المعقل الخارجي الشرقي، وبعد اشهر قليلة استعاد الرها وضمها إلى حظيرة الإسلام. واغتيل زنكي وخلفه ابنه نور الدين، وكان يماثله في شجاعته، ويفوقه في قدرته. وكانت أخبار هذه الحوادث هي التي أثارت أوروبا ودفعتها إلى الحرب الصليبية الثانية.
انظر أيضاً
الهامش
- ^ Nicolle 2003, pp. 21 and 32.
- ^ Michaud: nHist. Des Coisades, 1, pp. 146-147
- ^ Runciman: op. cit., 1, p. 147
- ^ William of Tyre 1, pp. 116-120
- ^ Cam. Med Hist vol. 5, p. 281
- ^ Grousset: Hist. des Croisades 1, pp. 24-25; Runciman, Hist. of the Crusaddes, 1, p. 142
- ^ Runciman: op. cit. 1, p. 136
- ^ Raymond d` Aguilers, in Peters (ed)., The first Crusade, pp. 181-211. William of Tyre 1, pp. 139-140
- ^ Anna Comnena, p. 314: AOL, 1, pp. 121-122, 145: Hagenmeryer "chronologie", p. 248.
- ^ Gesta Francorun, pp. 6-13; Anna Comnena, pp. 326-329
- ^ Runciman: op. cit. 1, p. 157
- ^ Ostrogorsky: op. cit. ll, p. 381
- ^ Chalandon: Premiere Croisade, p. 132
- ^ [1]
- ^ قاسم عبده قاسم: ماهية الحروب الصليبية ص118
- ^ Anna Comnena, p. 315; Fulcherde Chartres, p. 72
- ^ Setton: op. cit., 1, p. 12
- ^ Albert d` Aix, 1v. pp. 299-305
- ^ Idem, p.p. 304-305
- ^ الاعداد للحملة الصليبية الأولى، د. راغب السرجاني، قصة الإسلام
- ^ سقوط القدس
المصادر الرئيسية
- Albert of Aix, Historia Hierosolymitana
- Anna Comnena, Alexiad
- Guibert of Nogent, Dei gesta per Francos
- Fulcher of Chartres, Historia Hierosolymitana
- Gesta Francorum et aliorum Hierosolimitanorum, (anonymous)
- ابن القلانسي, The Damascus Chronicle of the Crusades
- Michael the Syrian, Chronical
- Peter Tudebode, Historia de Hierosolymitano itinere
- Raymond of Aguilers, Historia Francorum qui ceperunt Iherusalem
- وليام الصوري، A History of Deeds Done Beyond the Sea
مصادر رئيسية اونلاين
- رسائل مختارة من الصليبيين:
- Anselme of Ribemont, أنزلم من ريبمون، رسالة إلى مناسس الثاني، كبير أساقفة رانس (1098)
- Stephen, Count of Blois and Chartres, رسالة إلى زوجته، أديل (1098)
- Daimbert, Godfrey and Raymond, رسالة إلى البابا، (1099)
- Online primary sources from the Internet Medieval Sourcebook:
- بطرس الناسك والحملة الشعبية: روايات مجمعة.
- رحلة الصليبيين إلى القسطنطينية: روايات مجمعة.
- الصليبيون في القسطنطينية: روايات مجمعة.
- حصار والاستيلاء على نيقيا: روايات مجمعة.
- حصار والاستيلاء على أنطاكية: روايات مجمعة.
- حصار والاستيلاء على القدس: روايات مجمعة.
- Fulcher of Chartres: الاستيلاء على القدس، 1099.
- إكهارد من أورا: عن بداية الحملة الصليبية الأولى.
- Albert of Aix and Ekkehard of Aura: إميكو وذبح يهود الراينلاند.
- سولومان بار سمسون: الصليبيون في ماينز، الهجمات على يهود راينلاند.
- علي بن طاهر السلمي (ت. 1106): كتاب الجهاد (مقتبسات). أول نقاش إسلامي معروف لمفهوم الجهاد مكتوب في أعقاب الحملة الصليبية الأولى.
مصادر ثانوية
- Asbridge, Thomas (2004). The First Crusade: A New History. Oxford. ISBN 0-19-517823-8.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Baldwin, Marshall W. (1969). A History of the Crusades: The First Hundred Years. Madison, Wisconsin: University of Wisconsin Press. ISBN 978-0-299-04834-1.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Bartlett, Robert (1994). The Making of Europe: Conquest, Colonization and Cultural Change 950–1350. Princeton. ISBN 0-691-03780-9.
- Chazan, Robert (1997). In the Year 1096: The First Crusade and the Jews. Jewish Publication Society. ISBN 0-8276-0575-7.
- Gil, Moshe (1997). A History of Palestine, 634–1099. Cambridge University Press. ISBN 0-521-59984-9.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Hamilton, Bernard; France, John; Zajac, William G. (1998). The Crusades and their Sources: Essays Presented to Bernard Hamilton. Ashgate. ISBN 0-86078-624-2.
- Hillenbrand, Carole (2000). The Crusades: Islamic Perspectives. Routledge. ISBN 0-415-92914-8.
- Hindley, Geoffrey (2004). A Brief History of the Crusades: Islam and Christianity in the Struggle for World Supremacy. London: Constable & Robinson. p. 300. ISBN 978-1-84119-766-1.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Holt, Peter M. (1989). The Age of the Crusades: The Near East from the Eleventh Century to 1517. Longman. ISBN 0-582-49302-1.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Hotaling, Edward (2003). Islam Without Illusions: Its Past, Its Present, and Its Challenge for the Future. Syracuse University Press. ISBN 978-0-8156-0766-3.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Housley, Norman (2006). Contesting the Crusades. Malden, MA: Blackwell Publishing. ISBN 1-4051-1189-5.
- Konstam, Angus (2004). Historical Atlas of the Crusades. Mercury Books. ISBN 1-904668-00-3.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Lock, Peter (2006). Routledge Companion to the Crusades. New York: Routledge. ISBN 0-415-39312-4.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Madden, Thomas (2005). New Concise History of the Crusades. Rowman & Littlefield. ISBN 0-7425-3822-2.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Magdalino, Paul (1996). The Byzantine Background to the First Crusade. Canadian Institute of Balkan Studies.
- Mayer, Hans Eberhard (1988). The Crusades. Translated by John Gillingham. Oxford. ISBN 0-19-873097-7.
- Neveux, Francois (2008). The Normans. Translated by Howard Curtis. Robinson. ISBN 978-1-84529-523-3.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Nicolle, David (2003). The First Crusade, 1096–99: Conquest of the Holy Land. Osprey Publishing. ISBN 1-84176-515-5.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Riley-Smith, Jonathan (1991). The First Crusade and the Idea of Crusading. University of Pennsylvania. ISBN 0-8122-1363-7.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Riley-Smith, Jonathan, ed. (2002). The Oxford History of the Crusades. Oxford University Press. ISBN 0-19-280312-3.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Riley-Smith, Jonathan (2005). The Crusades: A History (2nd ed.). Yale University Press. ISBN 0-8264-7270-2.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Riley-Smith, Jonathan (1998). The First Crusaders, 1095–1131. Cambridge. ISBN 0-521-64603-0.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Runciman, Steven (1987). A History of the Crusades: Volume 1, The First Crusade and the Foundation of the Kingdom of Jerusalem. Cambridge. ISBN 978-0-521-34770-9.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Runciman, Steven (1980). The First Crusade. Cambridge. ISBN 0-521-23255-4.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Setton, Kenneth (1969–1989). A History of the Crusades. Madison.
- Treadgold, Warren (1997). A History of the Byzantine State and Society. Stanford University Press. ISBN 0-8047-2630-2.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Tyerman, Christopher (2006). God's War: A New History of the Crusades. Cambridge: Belknap Press of Harvard University Press. ISBN 0-674-02387-0.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help) - Vryonis, Speros (1971). Decline of Medieval Hellenism in Asia Minor and the Process of Islamization in the Eleventh through Fifteenth Centuries. University of California Press. ISBN 0-520-01597-5.
{{cite book}}
: Invalid|ref=harv
(help)
ببليوگرافيات
- Bibliography of the First Crusade (1095–1099), compiled by Alan V. Murray, Institute for Medieval Studies, University of Leeds. Extensive and up to date as of 2004.