أسامة بن منقذ
أسامة بن منقذ | |
---|---|
وُلِدَ | 4 يوليو 1095 |
توفي | 17 نوفمبر 1188 |
المثوى | جبل قيسون |
المهنة | شاعر ومحارب |
الأنجال | مرهف بن منقذ |
الوالدان | مرشد بن منقذ |
الأقارب | سلطان بن منقذ |
مؤيد الدولة أبو المظفر أسامة بن مرشد بن منقذ الكناني الكلبي (4 يوليو 1095 - 1188)م ، 488 -584هـ) فارس وشاعر ومؤرخ مسلم ولد في شيزر لبني منقذ أمراء شيزر.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته
هو أسامة بن مُرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ. أبو المظفر مؤيَّد الدولة، عربي كناني، من أمراء بني منقذ، وهم أسرة مجيدة، اشتهر كثير من رجالها بالفروسية والشعر والأدب، حكمت شيزر وما جاورها مدة من الزمن. وشيزر مدينة في الشمال الغربي من حماة، يحيط بها نهر العاصي من جهات ثلاث، وتقع على الهضبة قربها، قلعة شيزر التي كان لها أهميتها الحربية على مرّ العصور.[1]
شبّ أسامة جريئاً لا يهاب الصعاب، واقتحم منذ صغره الأخطار، واشترك في المعارك التي دارت بين أسرته والصليبيين، وتلقى الثقافة التي كان يتلقاها الأمراء في ذلك العصر على شيوخ كبار أحضرهم والده ليعلموه وإخوته، فسمع الحديث من الشيخ صالح السينسي، كما قرأ النحو على أبي عبد الله الطّليطلي، ودرس الفقه واللغة وحفظ كثيراً من الشعر، وكان كأبيه مولعاً بالصيد والكتابة ونظم الشعر، فعُرف فارساً من فرسان العرب الشجعان، وأديباً وشاعراً مقرباً من الملوك والسلاطين.
لم يقبل أبوه ـ أبو سلامة مرشد ـ تولي إمارة شيزر بعد أن مات أخوه الأكبر أبو المرهف نصر وقال: «والله لا وليتها، ولأخرجنّ من الدنيا كما دخلتها»، وفضّل عليها الاشتراك في حرب الصليبيين والصيد ونسخ القرآن. فتولى الحكم أخوه الأصغر، أبو العساكر سلطان، فكان أسامة معجباً بعمه مقرّباً إليه، وقد هيأه هذا ليكون أميراً بعده، فأولاه عنايته وعهد إليه بكثير من المهام، لكنه انقلب عليه وتغيرت عواطفه نحوه بعد أن رزق أولاداً خاف عليهم من شهرة أسامة وإخوته.
دمشق ومصر
وقد ظهرت عداوة سلطان لأبناء أخيه واضحةً بعد وفاة أخيه مرشد إذ أخرج أبناء أخيه من الحصن كرهاً. فترك أسامة القلعة عام 524هـ/ 1129م وقضى تسعة أعوام في جيش الأتابك عماد الدين زنكي ثم قصد دمشق عام 533هـ/ 1137م وعمل مع معين الدين أنر، مدبر أمور دمشق للدولة البورية، وأتاحت له المعاهدات التي أبرمت مع مملكة بيت المقدس الصليبية فرصة زيارة القدس والاتصال بالفرنج الصليبيين، فعرف الكثير من عاداتهم وأخلاقهم، فكان يحاربهم في زمن الحرب ويصادقهم في السلم.
وفي عام 540هـ/ 1144م انتقل إلى مصر في عهد الخليفة الحافظ وابنه الظافر والوزير ابن سلار. ثم ما لبث أن تحوّل إلى دمشق سنة 549هـ/ 1154م واتصل بحاكمها نور الدين زنكي، واشترك معه في عدة حملات على الفرنج الصليبيين. وفي سنة 552هـ/ 1157م أصاب قلعة شيزر زلزال قتل فيه تحت الأنقاض كل من كان من آل منقذ في القلعة.
ويظهر أنه، بعد زهاء عشر سنين قضاها في دمشق، وجد نفسه في حاجة إلى الراحة والبعد عن تكاليف السلطان وخدمة الملوك، فمضى إلى حصن كيفا، المشرف على نهر دجلة، وهناك عكف على البحث والدرس والتأليف، وكان ذلك في عام 559هـ/ 1163م. وربما اختار أسامة هذا المكان لما كان فيه من مكتبات ضخمة غنية.
السنوات اللاحقة
وبعد عشر سنوات من إقامته هناك عاد إلى دمشق مرة أخرى، وكان يحكمها صلاح الدين الأيوبي، وكان أسامة قد تجاوز الثمانين، وفي أثناء إقامته هذه في دمشق أرسله صلاح الدين الأيوبي بسفارة إلى الموحدين لطلب المعونة لقتال الصليبيين، ومات في دمشق بعد أن عمّر طويلاً وأربى على التسعين.
مؤلفاته
ترك أسامة طائفة من الكتب منها:
- العصا وقد أورد فيه شواهد نثرية وشعرية تتحدث عن العصا التي عرفت في التاريخ، وأثبت فيه كذلك كثيراً من شعره.
- المنازل والديار جمع فيه المؤلف ما تخيّره مما كتب في البكاء على المنازل العافية والأطلال الدارسة، من شعر الجاهليين ومن تلاهم حتى أيامه. وقد حفزه إلى جمعه ما نال بلاده من الخراب، وما أصابها من الزلازل التي أبادت أسرته. وقد حفظ في هذا الكتاب كثيراً من أمهات الشواهد الشعرية.
- لباب الآداب وقد ألفه أسامة وهو ابن إحدى وتسعين سنة، كما ذكر في آخر الكتاب.
- الإعتبار وفيه أملى المؤلف، وهو بعد سن التسعين، ذكرياته ومشاهداته من معارك حربية وأحداث سياسية في مصر والشام، مصوراً الوقائع التي جرت بين العرب والصليبيين، مبيناً طبائعهم وأخلاقهم وعقائدهم، والمعارك التي جرت بين قومه ومن حولهم من حكام، ذاكراً المؤامرات التي جرت في آخر الحكم الفاطمي. ويعدّ كتابه تاريخاً سياسياً واجتماعياً صادقاً للقرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي. وقد كتب بإنشاء عادي بعيد عن التصنع. ويعدّ كتاب الاعتبار ـ وهو أشهر كتب أسامة ـ أول سيرة ذاتية في الآداب العربية، رمى المؤلف من ورائه إلى إبراز فكرة هي: أن ركوب المخاطر في الحرب أو في السلم لا تنقص من الأجل المكتوب. وقد استاق القصص من دون تنظيم منطقي. وامتازت المذكرات بالأمانة في النقل والصدق في الرواية والدقة في الملاحظة، مع الموازنة بين ما جرت عليه تقاليد العرب المسلمين وحياتهم اليومية وبين ما درج عليه الإفرنج الذين أقاموا في البلاد في ذلك العصر.
- البديع في البديع: كتاب نقد للشعر
- تاريخ القلاع والحصون
- أزهار الأنهار
- التاريخ البلدي
- نصيحة الرعاة
- التجائر المربحة والمساعي المنجحة
- أخبار النساء
- النوم والأحلام
الشعر
ولأسامة ديوان شعر مطبوع رتّبه بحسب أغراض الشعر الغنائي، وشعره من النوع الجزل الفخم.
قصائده
القائمة التالية لبعض قصائد أسامة بن منقذ، لقرائتها كاملة، اضغط هنا[2]:
- صاحبهمُ بترفّقٍ ما أصبحو
- بِنفسي قريبُ الدارِ، والهجرُ دُونهَ
- حتى مَتى أنا شأتِمٌ
- نشدُتكُما يا مُدَّعِيينِ سَلوة
- قمرٌ إذا عاتبته
- ذكَر الوفَاءَ خيالُك المُنتابُ
- نفسي بزهرة ِ دنياها معذَّبة
- واعص اصْطبارَكَ إن تكَّفل أنّه
- لَيس طَرفي جاراً لِقلبي، ولكنْ
- أَطِع الهَوى ، واعصِ المُعاتِب
- مَن زيَّن الأقحوانَ الرطبَ بالشَّنبِ
- مُهَفْهَفٌ يُخجُل بَدر الدُّجَى
- لا تكثرنّ عتاب من لم يُعتب
- بَأبِي شَخصُكَ الذي لا يَغيبُ
- يا مُعِملَ الآمالِ، دَعْ خُدَعَ المنى
- وقائلٍ رابه ضلالي عن
- نفسي فدت بدر تمامٍ إذا
- باح بشكوى ما به فاستراح
- أَرتْه غِرَّتُه في الهَجْر مَصْلَحتي
- عقائل الحيّ أم سرب المها سنحا
- حتّام أرغب في مودَّة زاهد
- إن خان عهدك من توده
- مروع بالقلى والصد ليس له
- لا تَحسَبنَّ اللومَ أجدى
- لم قُل لمن يَرْعَ عَهِدي
- حال عما عهدته من ودادي
- كَم إلى كم أُكَاتِمُ النّا
- أيرجعُ لي شرخُ الشباب وعصر
تأثيره
عني المؤرخون العرب بأخبار أسامة وآل منقذ، فورد ذكرهم في كثير من الكتب التي تتحدث عن بلاد الشام في القرنين الخامس والسادس للهجرة. وسمع عن أسامة الحافظ أبو سعد السمعاني صاحب كتاب «الأنساب» والحافظ ابن عساكر صاحب «تاريخ دمشق» والعماد الكاتب الأصفهاني وغيرهم. كما عني المستشرقون بآثار أسامة فترجم بعضها إلى الفرنسية والألمانية والروسية والإنگليزية.
من أقواله
ما للعلم غاية يدركها الراغب، ولا نهاية يقف عندها الطالب، هو أكثر من أن يُحصر وأوسع، من أن يُجمع
من أشعارة
قالوا نهته الأربعون عن الصبا ... وأخو المشيب يجور ثمت يهتدى
كم جار فى ليل الشباب فدله ... صبح المشيب على الطريق الأقصد
وإذا عددت سنى ثم نقصتها ... زمن الهموم فتلك ساعة مولدى
****
لم يبق لي في هواكم أرب ... سلوتكم و القلوب تنقلب
أوضحتم لي سبل السلو وقد ... كانت لي الطرق عنه تنشعب
الإم دمعى من هجركم سرب ... قان وقلبى من غدركم يجب
إن كان هذا لأن تعبدني الحب ... فقد أعتقني الريب
أحببتكم فوق ما توهمه الناس ... وخنتم أضعاف ما حسبوا
****
وقوله أيضا:
لا تحسدن على البقاء معمرا ... فالموت أيسر ما يئول إليه
وإذا دعوت بطول عمر لامرئ ... فاعلم بأنك قد دعوت عليه
***
قال العماد: وكتبها إلى دمشق بعد خروجه إلى مصر، في أيام بنى الصوفى يشير إليهم:
ولوا فلما رجونا عدلهم ظلموا ... فليتهم حكموا فينا بما علموا
ما مر يوما بفكرى ما يريبهم ... و لا سعت بي إلى ما ساءهم قدم
ولا أضعت لهم عهدا ولااطلعت ... على ودائعهم فى صدرى التهم
محاسنى منذ ملونى بأعينهم ... وذكرى فى آذانهم صمم قذى،
وبعد لو قيل لي ما تحب وما ... تختار من زينة الدنيا لقلت هم
هم مجال الكرى من مقلتي ومن ... قلبي محل المنى جاروا أو احترموا
تبدلوا بي ولا أبغى بهم بدلا ... حسبى بهم أنصفوا فى الحكم أم ظلموا
ياراكبا تقطع البيداء همته ... والعيس تعجز عما تدرك الهمم
بلغ أميري معين الدين مألكة ... من نازح الدار لكن وده أمم
هل فى القضية يا من فضل دولته ... وعدل سيرته بين الورى علم
تضيع واجب حقى بعد ما شهدت ... به النصيحة والخلاص والخدم
إذا نهضت إلى مجد تؤثله ... تقاعدوا، وإذا شيدته هدموا
وإن عرتك من الأيام نائبة ... فكلهم للذي يبكك يبتسم
وكل من ملت عنه قربوه ومن ... ولاك فهو الذي يقى ويهتضم
أين الحمية والنفس الأبية إذ ... ساموك خطة خسف عارها يصم؟
هلا أنفت حياء أو محافظة ... من فعل ما أنكرته العرب والعجم
أسلمتنا وسيوف الهند مغمدة ... ولم يرو سنان السمهري دم
وكنت أحسب من والاك في حرم ... لايعتريه به شيب ولا هرم
وأن جارك جار للسموءل لا ... يخشى الأعادى ولاتغتاله النقم
هبنا جنينا ذنوبا لا يكفرها ... عذر فماذا جنى الأطفال والحرم
وتوفى بعد الثمانين والخمسمائة. ومنهم أخوه أبو الحسن على بن مرشد، بن على بن مقلد، بن منقذ، سيد
بنى منقذ، ورد بغداد حاجا بعد العشرين والخمسمائة. وقد ذكره السمعاني في تاريخه، وأنشد له:
ودعت صبري ودمعي يوم فرقتكم ... وما علمت بأن الدمع يدخر
وضل قلبي عن صدري فعدت بلا ... قلب فياويح ما آتى وما أذر
ولو علمت ذخرت الصبر مبتغيا ... إطفاء نار بقلبي منك تستعر
قال الأمير علي بن مرشد: سمعت دربابا يصيح بدرب حبيب فقلت فيه:
ياطائرا لعبت أيدى الفراق به ... مثلى فأصبح ذا هم وذا حزن
داني الأسى، نازح الأوطان مغتربا ... عن الأحبة مصفودا عن الوطن
بلا نديم ولاجار يسر به ... ولاحميم ولا دار ولا سكن
لكن نطقت فزال الهم عنك ولى: ... هم يقلقل أحشائي ويخرسني
وكل من باح بالشكوى استراح ومن ... أخفى الجوى بث عنه شاهد البدن
أرقت عيني بنوح لست أفهمه ... مع مابقلبى من وجد يؤرقني
وما بكيت ولي دمع غواربه ... إذا ارتمت منه لم تنشق بالسفن
المصادر
https://www.hindawi.org/books/41526904/21/
- ^ ج.ت. "أسامة بن مُنْقِذ". الموسوعة العربية. Retrieved 2015-02-18.
- ^ أسامة بن منقذ، الموسوعة العالمية للشعر العربي
المراجع
- ياقوت الحموي، معجم الأدباء (دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأخيرة).
- ابن خلكان، وفيات الأعيان (دار صادر، بيروت 1978).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وصلات خارجية
- Excerpts from Usamah's Autobiography
- Niall G. F. Christie: The Presentation of the Franks in Selected Muslim Sources from the Crusades of the 12th Century
- Hartwig Derenbourg, Ousâma ibn Mounkidh, un émir syrien au premier siècle des croisades, pt. 1, vie d'Ousâma; pt. 2, Arabic text of the Kitab al-I'tibar.