دلفي

موقع دلفي الأثري
موقع دلفي الأثري
The theatre, seen from above
أسس الاختيارثقافي: i, ii, iii, iv, vi
المراجع393
Inscription1987 (11th Session)

دلفي (باليونانية Δελφοί, [ðe̞lˈfi]) (تـُنطـَق[1] والصيغ المحلية[2]) هي مدينة تقع على المنحدرات الجنوبيَّة لجبل پارناسوس. وكان في هذه المدينة أقدم معبد ديني في بلاد اليونان القديمة. وكانت في مقاطعة فوكيس.

اعتقد الإغريق بقداسة موقع دلفي في نظر الإله أَبولو. واكتسبت أهمية في وقت مبكر يعود إلى القرن الثَّاني عشر قبل الميلاد. وفيما بعد أصبح موقع دلفي مزارًا يونانيًا دوليًا. وكان معبد دلفي يحتوي على الهيكل الرَّئيسي لأَپولو، وعلى مدرج للأَلعاب الرِّياضيَّة ومسرح. كما اشتمل على العديد من الأبنية والنُّصب التَّذكاريَّة.

اشتمل الهيكل على كاهن هيكل الوحي. وكانت كاهنة تدعى پيثيا تتفوَّه بأَصوات غريبة ـ كما تدَّعى الأساطير ـ وهي في حالة انفعال شديد. واعتقد النَّاس أَنَّ تفوهاتها تلك كانت كلمات أَبولو. والتمست مشورتها المدنُ والأفرادُ على حد سواء. ونتيجة لذلك، كان لكاهن هيكل الوحي أثر كبير في اليونان، من حيث الدِّين، والاقتصاد، والسِّياسة. ثُمَّ تلاشى هذا الأَثر تدريجيًّا في الأَزمنة اليونانية، والرُّومانيَّة المتأخرة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقع

موقع دلفي في اليونان

تمثل دلفي Delphi إحدى المدن الرئيسة في مقاطعة فوكيس Phocis اليونانية التي تشغل المنطقة الوسطى في اليونان. وتقع دلفي (أو دلفوي Delphoi، كما تسمى في الأصل اليوناني) على السفوح الجنوبية الشرقية لجبل پرناسوس Parnassus والذي كان يعد منزلاً لربات الفنون التسع، وعلى بعد عشر كيلومترات تقريباً من خليج كورنثة في الجنوب. وكان يقوم فيها معبد لأبولون Apollon إله النبوءة والتطهير والواقي من الشر، وكان أقدم معابد بلاد اليونان وأقدسها، إذ يرجع تاريخه إلى الألف الثاني قبل الميلاد، وكان أشهر مركز للنبوءة في العالم الهلّيني. وقد تصور الجغرافي هكاتيوس Hecataeus (نحو 540-480 ق.م) في كتابه (رحلة حول الأرض) أن دلفي تشكل مركزاً لقرص الأرض. وفي الواقع أنها كانت في نظر اليونان مركزاً لدائرة بلادهم، وإذا كانت بلاد اليونان نفسها تحتل مركزاً وسطاً بين طرفي العالم القديم، فقد اشتهرت دلفي بالحجر المقدس في معبدها، والذي يمثل سرّة الأرض Omphalus، ويشكل قدس أقداس معبد أبولّون المقدس منذ أقدم العصور. ولعل مكان دلفي كان في الأصل مركزاً لعبادة الأرض بوصفها ربة الأمومة، ثم أصبح فيما بعد مركزاً لعبادة أبولّون، وموضع نبوءته الشهيرة. ويُرسم أبولّون في الفن اليوناني القديم جالساً فوق هذا الحجر، وكان كل مكان في موضع مركزي يسمى (أومفالوس) أي (سرّة المنطقة).

بعد أن يغادر الإنسان قيرونيا مدينة أفلوطرخس يصعد وهو يعرض حياته للخطر فوق اثني عشر ميلاً يلتقي عند آخرها بفوقيس Phocis، ثم يصل عند سفح جبل بارنسس نفسه إلى دلفي مدينة اليونان المقدسة. وعلى بعد ألف قدم من تحتها ينبسط سهل كريسيا Crisaea الذي تتلألأ فيه بأوراقها الفضية عشرة آلاف شجرة زيتونة؛ وعلى بعد خمسمائة قدم أخرى تحت هذا السهل يمتد في الأرض جون صغير من خليج كورنثة، تمر فيه السفن وهي مقبلة من بعيد، تتهادى في بطء وصمت فوق المياه الساكنة الخداعة. ومن وراء الجون سلاسل أخرى من الجبال تكسوها عند مغيب الشمس حلة أرجوانية. وعند منعطف في الطريق يلتقي السائح بنبع كستاليا Castalia في خانق بين الصخور العمودية. وتروي القصص أن أهل دلفي ألقوا إيسوب Aesop من فوق هذهِ الصخور المرتفعة )وأضافوا بقولهم هذا خرافة أخرى إلى خرافاتهِ(؛ كما يروي التاريخ أن فلوميلوس Philomelus الفوقي Phocian طارد اللكريين المنهزمين من فوق هذهِ الصخور في الحرب المقدسة الثانية. ومن فوقها قمتا برنسس التوأمتان حيث سكنت ربات الشعر بعد أن ملت المقام في جبل هِلِكُن. ولم يكن اليونان الذين يتسلقون مئات الأميال فوق الصخور الوعرة ليقفوا على قمة الجبل- متزنين على لسان بارز من الصخر بين المرتفعات التي يكسوها الضباب من جهة والبحر الذي تسطع عليه الشمس من جهة أخرى، ويحيط بهم من جميع الجهات جمال الطبيعة وأهوالها- لم يكن هؤلاء اليونان يشكُّون في أن من تحت هذهِ الصخور إله رهيب. وكثيراً ما زلزلت الأرض في هذا المكان وقذفت الرعب في قلوب الفرس النهابين، ومن بعدهم بمائة عام في قلوب الفوقيين النهابين، وبعد مائة عام أخرى في قلوب الغالبين النهابين؛ وكانت الزلازل في اعتقاد اليونان من فعل الإله يحمي بها قراره. وكان العباد المتدينون يؤمون هذا المكان من أقدم الأزمنة التي تتحدث عنها التواريخ اليونانية ليجدوا في الرياح التي تهب بين الأخاديد، أو الغازات التي تنبعث من باطن الأرض، صوت إلههم وإرادته. وكانت الصخرة العظيمة، التي تكاد تسد الفتحة التي تنبعث منها الغازات وسط بلاد اليونان كلها في اعتقاد الأهلين، ومن ثم كانت هي سرة العالم أو أمفالوس Omphalos كما كانوا هم يسمونها.

وقد شادوا فوق هذهِ السرة مذابحهم لجي أمهم الأرض في الأيام القديمة، ثم لأبلو مالكها الأزهر فيما بعد. وكانت تحرس الأخدود في الزمن القديم أفعى رهيبة فتصد عنه الرجال؛ حتى قتلها فيبوس Phoebus بسهم وأصبح هو أبلو البيثيين الذي يُعبد في هذا الضريح. ولما أن دمرت النيران في عام 48 هيكلاً قديماً أعاد بناءه الأشراف الألكميونيون المنفيون من أثينة بأموال اكتتبت بها بلاد اليونان كلها وبأموالهم هم، وجعلوا له واجهة من الرخام. وأحاطوه برواق دوري الطراز، وأقاموه من الداخل على أعمدة أيونية. وقلما رأت بلاد اليونان ضريحاً مثله من قبل. وكان طريق مقدس ملتف حول الجبل يؤدي إلى المزار، ويزدان في كل خطوة بالتماثيل والأروقة والخزانات أي الهياكل الصغيرة التي أقامها عند تخومه المقدسة )في أولمبيا، ودلفي، وديلوس المدن اليونانية( لتودع فيها أموالها أو لتكون هبات منها إلى الإله. وقد أقامت كورنثة وسكسيون خزائن من هذا النوع في دلفي وأقامت مثلها فيما بعد أثينة، وطيبة، وسيريني، وأقامت أحسن منها نيدوس Cnidos وسفنوس Siphnos وفي وسطها كلها شُيد ملهى مواجه لجبل برنسس ليذكر الناس أن التمثيل كان في اليونان أصلاً من الأصول الدينية. وكان يعلو فوق هذهِ كلها ملعب يمارس فيه اليونان أحب الشعائر إليهم وهي عبادة الصحة، والشجاعة، والجمال، والشباب.

وفي وسعنا أن نتخيل منظر هذا المكان في عيد أبلو، فنصور لأنفسنا الحجاج المتحمسين يزحمون الطريق الموصل إلى المدينة المقدسة، وتغص بهم وبصخبهم وضجيجهم النزل والخيام التي أقيمت على عجل لتأويهم، وهم يمرون في حذر وارتياب بين الحوانيت التي يعرض فيها التجار الماكرون بضاعتهم، ثم يصعدون في مواكب دينية أو حاجين إلى هيكل أبلو يطلبون إليه الرضوان، ويقربون إليه القرابين أو الضحايا، ويرتلون الأناشيد؛ أو يتلون الأدعية والصلوات، ويجلسون خاشعين في الملهى، ثم يصعدون في خطى ثقيلة متعبة تبلغ الخمسمائة عداً ليشهدوا الألعاب البيثية أو ليتطلعوا في دهشة إلى البحر والجبال. لقد كانت الحياة يوماً من الأيام تسير على هذا النهج المليء بالحمية والحماسة.

وقد ازدادت أهمية دلفي وارتفع شأنها في أثناء المرحلة المسماة بعصر الانتشـار اليوناني (750-550 ق.م.)، إذ كان الناس يحجون إلى هذا المكان المقدس من كل صوب، التماساً لمشورة الإله قبل الإقدام على مشروعات هامة أو خطيرة، وفي مقدمتها تأسيس المستعمرات ودخول الحرب ووضع بعض القوانين كدستور ليكورگوس Lycurgus في إسبرطة على سبيل المثال. ويتبين من التنبؤات السياسية التي صدرت عن معبد دلفي أن كهنته كانوا على معرفة واسعة بالأحداث الجارية والأحوال السائدة في مختلف المدن اليونانية، لقد كانت دلفي بمثابة مركز لجمع المعلومات من أنحاء العالم الهلّيني.

وتتمثل أهمية دلفي قبل أي شيء آخر، في أنها كانت نقطة التقاء لدول المدن اليونانية التي مزقتها الخلافات.وقد تمتعت بمركز فريد ونفوذ كبير في أداء رسالتها في تجميع صفوف اليونانيين وتسوية خلافاتهم (عن طريق التحكيم)، وأيضاً في طريقة التنبؤ المثيرة (وهي على نقيض التنبؤ الهادئ عن طريق فحص أحشاء الحيوان أو مراقبة مسار الطيور وهو ما يعرف بالعرافة). ومنذ عام 582 ق.م، كانت تقام في دلفي دورة الألعاب الرياضية الدولية المسماة (البيثية) تيمناً باسم كاهنة معبد دلفي پيثيا Pythia، وكانت هذه الدورة تعقد مرة كل أربع سنوات، وتلي مباشرة في الأهمية دورة الألعاب الرياضية الأولمبية. وثمة عامل آخر يرتبط بأهمية دلفي الدينية، هو ارتباطها (بالحلف الأمفكتيوني)، وهو حلف ديني الطابع اكتسب أهمية منذ القرن السابع ق.م، ويتألف من الدويلات المتجاورة Amphictiones في بلاد اليونان الشمالية والوسطى، وكان القصد من إنشائه هو حماية معابد الأقاليم المتحالفة وصيانة مقدساتها بالتعاون مع دلفي نفسها التي تم الاعتراف بها كمركز عام للعبادة في القرن الخامس ق.م، إذ أصبح مجلس الحلف ممثلاً للدويلات اليونانية عامة.


تدهور أهميتها

وقد تدهور نفوذ دلفي والحلف الأمفكتيوني في العصر الهلّنستي إذ استولى (الحلف الإيتولي) على المدينة نحو 300 ق.م. وتعرضت دلفي لإغارة الغال في عام 279 ق.م، ثم تعرضت في العصور التالية للتخريب على يد البرابرة الغزاة، ولم يتورع القائد الروماني سلا (86-85 ق.م) عن نهب كنوز معبدها، واستغلالها في خدمة أغراضه العسكرية، لكن دلفي عادت وانتعشت مؤقتاً في عصر الامبراطور الروماني هادريان (117-138م)، ولم يدم هذا الانتعاش طويلاً وكان أشبه بصحوة الموت، إذ حل (علم التنجيم) محل مختلف طرق التنبؤ القديمة المعتمدة في دلفي، إضافة إلى ظهور مراكز منافسة أخرى لدلفي. وتلقت دلفي الضربة القاضية حين أعلنت المسيحية ديانة رسمية للامبراطورية الرومانية في عهد الامبراطور تيودوسيوس الأول (379-395م).

مباني ومنشآت

مسقط رأسي لموقع حرم أبولو، دلفي
معبد أثينا في دلفي


كنوز

خزانة مدينة أثينا، بـُنيت لتخلد انتصارها في معركة ماراثون

أجريت تنقيبات أثرية في دلفي من قبل المدرسة الفرنسية في أثينا منذ عام 1892م، أدت إلى إظهار أوابدها القديمة، وعلى رأسها معبد أبولون ومعبد أثينا، إضافة إلى المسرح وميدان السباق وبيوت المال لعدة مدن إغريقية، وخاصة أثينا ومرسيليا. ويضم متحف دلفي اليوم عدداً كبيراً من التماثيل والتحف الفنية والفخاريات ومجموعة من النقوش الإغريقية.

دلفي المعاصرة

متحف دلفي

واليوم يقصدها السياح والزائرون للتمتع أيضاً بموقعها الطبيعي الفريد الذي يعد من أعظم المواقع جمالاً في بلاد اليونان.

إعلام

A short movie showing Delphi's main sights

انظر أيضا

ملاحظات

  1. ^ The name Delphi is pronounced, in the English manner, as "Delf-eye" or in the Greek manner, as "Delfee" depending on regional accent. The Greek spelling transliterates as "Delphoi" (with "o" added).
  2. ^ Belphoi - Aeolian form, Dalphoi - الصيغة فوكية و مختلف اللهجات اليونانية الأخرى

المصادر


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية

عامة

جيولوجيا دلفي

قالب:Phocis Coordinates: 38°29′N 22°30′E / 38.483°N 22.500°E / 38.483; 22.500

الكلمات الدالة: