تاريخ تونس الحديث
|
|
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تونس في ظل الحكم العثماني (981-1298هـ/1573-1881م)
- مقالات مفصلة: تونس العثمانية
- الدولة الحسينية
أرسل العثمانيون سنان باشا على رأس قوة بحرية إلى تونس فاحتلها عام /1574م/ وأصبح والياً عليها برتبة باشا، وقام بتنظيم الإدارة العسكرية والمدنية، حيث ولّى قيادة الانكشارية للدايات ويرأسهم الآغا، كما عين باياً للجباية. ولكن أمر الدايات ضعف على يد البايات وأولهم مراد باي عام (1022هـ/1613م) الذي يعد مؤسس أسرة البايات المرادية التي حكمت تونس إلى أن تمكن حسين بن علي تركي من حكم البلاد وتأسيس الأسرة الحسينية التي حكمت تونس حتى عام 1376هـ/1957م وانتهت بقيام الجمهورية التونسية.[1]
من أشهر أفراد الأسرة الحسينية أحمد باشا باي (1253-1271هـ) الذي قام بإصلاحات داخلية هامة، فأبطل الرقّ وشجّع التعليم وأحلّ اللغة العربية بدلاً من التركية واهتم كثيراً بالجيش فأنشأ مدرسة حربية عصرية كما اهتم بتسليح الجيش بالأسلحة الحديثة وساعد الدولة العثمانية في حربها في القرم (1854م) مما كلف البلاد أموالاً طائلة وأدى إلى إفلاس الدولة وزيادة النفوذ الأجنبي عامة والفرنسي خاصة. ومحمد باي الثاني (1271-1276هـ) الذي أجرى عدة إصلاحات هامة، وأصبحت تونس في عهده ملكية دستورية، وصدرت جريدة الرائد التونسي.
ومنهم أيضاً محمد الصادق الذي أنشأ مجلس الشورى عام 1277هـ وحاول النهوض بالدولة، ولكن بتأثير بطانته الفاسدة ازدادت المصاعب المالية، فلجأ إلى الاقتراض من المصارف الأوربية وزيادة الضرائب، مما أدى إلى انتفاضة القبائل التي قُمعت بعنف ونجم عنها أسوأ النتائج، وأعلنت الدولة عجزها المالي وتشكلت اللجنة المالية المختلطة فكان هذا بداية السيطرة الأجنبية. وقد حاول الوزير خير الدين مواجهة الضغوط الأجنبية بإصلاحاته المالية التي لم ترضِ فرنسة وأصحاب المصالح من الأهلين وتمكنوا من عزله عام 1877م.
ازدادت الأمور سوءاً بعد ذلك وأصبحت تونس مهيأة للاحتلال الأجنبي في ظل التنافس الاستعماري، وخاصة بعد احتلال الجزائر من قبل فرنسة عام 1830م وتنازل بريطانية لفرنسة عن تونس في أعقاب مؤتمر برلين 1878.
الاستعمار الفرنسي لتونس
لم يكن احتلال فرنسة لتونس عام 1881م مفاجأة للمشتغلين بالسياسة الدولية، وقد وجدت فرنسة ذريعة لذلك في المناوشات على الحدود التونسية الجزائرية فاحتل جيشها مدينة الكاف وتابع سيره نحو العاصمة، كما احتلت قوّة بحرية أخرى بنزرت وحوصر قصر الباي محمد الصادق بضاحية باردو وأرغمته على توقيع معاهدة باردو (12 أيار 1881م).
لم تكتفِ فرنسة بتلك المكتسبات السياسية بل أرادت أن تبسط سلطانها المطلق على البلاد، فأجبرت الباي الذي فقد سلطاته الفعلية لصالح المقيم العام الفرنسي (كامبون) على توقيع معاهدة جديدة عرفت باسم معاهدة المرسى الكبير (8 حزيران 1883م)، وفيها تم فرض الحماية على تونس وبدأت فرنسة تديرها مباشرة.
مارست فرنسة على الشعب العربي في تونس سياسة ظالمة، إذ قامت بالاستيلاء على الأراضي الزراعية (أكثر من مليون هكتار)، وأدى هذا إلى تدهور الاقتصاد التونسي وإلى قيام الانتفاضات الشعبية التي قمعتها فرنسا بمنتهى القسوة والعنف، وازداد عدد الموظفين الفرنسيين في كل قطاعات الدولة، وأهملت فرنسا التعليم باللغة العربية وقمعت كل محاولات الإصلاح.
المقاومة التونسية والاستقلال
بدأ النضال السياسي وحركة المقاومة المسلحة منذ اللحظات الأولى للاحتلال، وشاركت فيها جميع فئات الشعب، ولكن المقاومة لم تستطع أن تستمر طويلاً لعدم التكافؤ، واضطرت بعض القبائل إلى الهجرة إلى طرابلس الغرب وتنظيم المقاومة عبر الحدود.
وقد تزعم محمد السنوسي (عام 1302هـ/1885م) حركة أعيان العاصمة، وقدم عريضة احتجاج للباي على ما تقوم به الإدارة الفرنسية، فتم نفي السنوسي وعقاب الموقعين على العريضة، بعدها أصدرت مجموعة من المثقفين التونسيين جريدة «الحاضرة» التي عملت على إيقاظ التونسيين وتوعيتهم، كما ظهرت حركة «تونس» الفتاة وأصدرت جريدة أسبوعية باسم «التونسي».
وقد شاركت جماهير تونس بالاحتجاج على احتلال إيطالية لطرابلس الغرب، ووقعت اشتباكات مسلحة راح ضحيتها عشرات التونسيين.
وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى نشأ حزب الدستور التونسي برئاسة الشيخ عبد العزيز الثعالبي، كما ظهرت حركة العمال التونسية وتم تأسيس الحزب الدستوري الجديد برئاسة محمود المطيري وعين الحبيب بورقيبة أميناً للسر، وقد زار الأخير الدول العربية وحصل على تأييد عربي واسع.
وقد عرضت القضية التونسية على هيئة الأمم المتحدة أكثر من مرة (1951 و1952). ولكن بعد كفاح سياسي مرير أعلنت فرنسا استقلال تونس في 20 آذار 1956.
التاريخ المعاصر
- مقالة مفصلة: تاريخ تونس المعاصر
انصرفت تونس بعد الاستقلال نحو إلغاء الملكية وأعلن النظام الجمهوري في 15 تموز 1957، وأعقب ذلك صدور دستور جديد يعترف بحرية الرأي والتعبير والصحافة والنشر، تم اتجهت بعد ذلك إلى تصفية القواعد الفرنسية، لكن فرنسا تمسكت بقاعدة بنزرت التي تم الجلاء عنها عام 1963م.
اهتمت تونس بتطبيق العلمانية في نظمها الإدارية وفي نظامها العام، وتأثرت بالغرب وألغت القوانين السابقة. ويرجع هذا التغيير إلى الحبيب بورقيبة الذي تولى رئاسة الجمهورية حتى عام 1987م، وخلفه في الحكم الرئيس زين العابدين بن علي الذي قاد البلاد على طريق الإصلاح، وعمل على تحسين علاقات تونس مع الأقطار العربية الأخرى.
الهامش
- ^ فارس بَوَز. "تونس تاريخياً". الموسوعة العربية.